هذه المقالة مادة عملية توضح كيفية البدء في مجال الإستيراد والتصدير من واقع تجارب حقيقية وليست مادة نظرية فقط
|
كيف نبدأ العمل في مجال الإستيراد والتصدير؟ هذا التساؤل تم طرحه بواسطة كثيرين من زوار المدونة ممن توجد لديهم رغبة كبيرة بالعمل في مجال التجارة الدولية المعروف بالإستيراد والتصدير، وقد يبدو الأمر صعباً بعض الشئ خصوصاً لعدم وجود معلومات كافية لديهم حول هذا المجال.
لكن الأمر لم يعد كذلك بالنسبة لنا بعد العديد من التجارب العملية التي خضناها والتي نجحت بفضل الله، والتي نضعها بين أيديكم دائماً على صفحات المدونة لتفادي ماوقعنا فيه من أخطاء.
في هذه المقالة سنوضح الطريقة التي مثلت الخطوات الأولى بالنسبة لنا، سواء بالإستيراد أو التصدير حيث أنهما يتمان بنفس الطريقة لكن بشكل معكوس، وهذه مقالة للمزيد تبين أنواع الإستيراد والتصدير بعنوان أشكال التجارة الخارجية (أنواع الإستيراد والتصدير.
كذلك سنستعرض عدة نقاط تتعلق بالأدوات المطلوبة وبعض متطلبات البدء، كالمستندات المطلوبة، وبعض روابط لمقالات تم نشرها سابقاً توضح المصطلحات وطرق الدفع وطرق الشحن المتعارف عليها دولياً، أي أن هذه المقالة ستكون بمثابة دليل شامل لمن يرغب بالبدء في مجال الإستيراد والتصدير.
عند دخولك مجال الإستيراد والتصدير هناك في الغالب ثلاث حالات ستمثل أنت واحدة منها وهي:
١- إما أنك تاجر أو بائع جملة ترغب بإستيراد بضائع: في هذه الحالة ستحتاج إلى معرفة خطوات الإستيراد للحصول على البضائع لحسابك إذا كنت موزعاً أو تمتلك متجراً. وتوجد تلك الخطوات في المقالات التي سنذكرها لاحقاً.
٢- أو أنك تاجر أو صاحب مصنع ترغب بتصدير بضائعك: ففي هذه الحالة ستحتاج إلى العثور على مشتري خارج البلاد إما عن طريق التسجيل في منصات الإستيراد والتصدير مثل على بابا، أو عن طريق وسيط يقوم بإيجاد مستورد لشراء بضائعك.
٣- أو أنك وسيط: ففي هذه الحالة ستقوم إما بتوصيل البائع والمشتري ببعضهم مقابل عمولة تتفق عليها، أو تقوم بالإستيراد أو التصدير لحساب الغير، وفي الحالة الثانية غالباً ستقوم بالتمويل لشراء البضائع وتصديرها أو إستيراد البضائع وبيعها لتاجر محلي.
أما بالنسبة للطريقة التي مثلت الخطوة الأولى لنا في هذا المجال فقد كانت طريقة الإستيراد والتصدير لحساب الغير حيث أننا لم نكن منتجين أو مالكين للبضائع.
فمن حيث الإستيراد قمنا بإستيراد بضائع من الصين لصالح أحد التجار المحليين، ومن حيث التصدير قمنا بتصدير بضائع خاصة بأحد المنتجين المحليين إلى مستورد في إحدى دول شرق آسيا.
– متطلبات وأدوات البدء
هناك أدوات ومقومات أساسية لابد من توافرها للبدء بالإستيراد والتصدير وهي مشتركة في كلا المجالين وهي كالآتي:
١- رأس المال: وهو مبلغ من المال يمكن بواسطته تأسيس الشركة وشراء البضائع في حالة الإستيراد أو التصدير، وفي الغالب ستحتاج إلى رأس المال إذا لم تكن البضاعة خاصة بك أو إذا كانت شركتك تعمل بطريقة الإستيراد والتصدير لحساب الغير.
٢- المستندات الرسمية: وهي الأوراق التي يتم إرفاقها مع الشحنة المستوردة أو المصدرة بغرض إنهاء إجراءات مرورها من الدائرة الجمركية.
هذه المستندات هي التي تمكنك من ممارسة هذا العمل بطريقة قانونية، مستندات كالبطاقة الضريبية، السجل التجارى، البطاقة الإستيرادية، البطاقة التصديرية ومستندات أخري.
ويمكن عمل هذه المستندات وتأسيس شركة متكاملة عن طريق محاسب قانوني في بلدك.
٣- حساب بنكي: ويتم فتحه بإستخدام مستندات الشركة في أحد البنوك بنفس إسم الشركة حيث أن المعاملات البنكية تعد خطوة حتمية في مجال الإستيراد والتصدير.
فالبنك يكون الوسيط في بعض العمليات خصوصاً عند التعاقد بطريقة الإعتماد المستندي، وكذلك لايمكن في معظم الحالات تخليص أي شحنة دون وجود مستندات يتم إصدارها من قبل البنك كتلك المعروفة بنموذج 4.
١- وجود مشتري داخل البلاد: في حالة الإستيراد سيكون العامل الأهم هو العثور علي مشتري أو تاجر جملة داخل البلاد يقوم بشراء البضائع التي تنوي إستيرادها، أو يمكنك بيع البضائع عن طريق ترويجها وتوزيعها في السوق المحلية.
٢- وجود مشتري خارج البلاد: في حالة التصدير الأمر سيكون على عكس عملية الإستيراد فستحتاج أولاً للعثور على مشتري خارج البلاد تقوم بتصدير البضائع لصالحه.
وفيما يلي روابط لبعض المقالات الخاصة بالإستيراد والتصدير والتي ستساعد علي معرفة الأساسيات والمستندات وطرق الدفع والشحن وغير ذلك:
– أساسيات الإستيراد والتصدير
كانت أولى المقالات التي كتبناها في مجال التجارة الدولية هي ‘أساسيات الإستيراد والتصدير للمبتدئين‘ وكان من الطبيعي أن نبدأ بالأساسيات وهي القواعد التي يقوم عليها الإستيراد والتصدير.
من حيث طرق التعاقد – الدفع – وطرق الشحن المتعارف عليها دولياً، وهذه القواعد هي اللغة التي يتحدث بها رواد مجال الإستيراد والتصدير. فيمكن الإطلاع على المقالة لمعرفة المزيد.
– بإختصار هكذا بدأنا
أخيراً نسرد لكم خطوات البدء وأهم العوامل التي ساعدتنا على البداية حيث لم تكن تحدث المعجزات، لكن قمنا بالسعي والبحث بمساعدة المعارف والأصدقاء حتى تمكنا من العثور على المصدرين والمستوردين على حد سواء.
وقد جاء البحث عن التجار والمستوردين بعد المرور بالخطوات التالية وهو ما إستغرق بعض الوقت بالتأكيد وكانت هناك خسارة مادية في البداية حتى لا يظن شخص أن الخسارة شئ مستبعد، ولم يحدث كل ذلك في أيام ولا حتى شهور، فكل عمل لابد له من مجهود ومثابرة حتى يكلل بالنجاح.
– أهم عوامل البدء
١- العلم: بالنسبة لنا كان العلم هو العامل المساعد الأول حيث تعرفنا من خلاله على أساسيات الإستيراد والتصدير وأهم المصطلحات والمستندات وطرق الشحن والتخليص الجمركي وغير ذلك.
وجائت فكرة تأسيس شركة إستيراد وتصدير وشحن بضائع من خلال صديق يعمل في مجال شحن البضائع، فقمنا في هذه الفترة بعمل دبلومة في الإستيراد والتصدير والتخليص الجمركي، فأصبحت لدينا خبرة علمية كافية لكن لم تكن هناك خبرة عملية بعد.
٢- الأصدقاء: العلاقات الجيدة مع الأصدقاء والأقارب في كثير من الأحيان تمثل أحد أهم أسباب النجاح، فقد كان أول تاجر جملة قمنا بالإستيراد لصالحه هو صديق مقرب لأحد الأصدقاء.
وكذلك كان أول مستورد خارج البلاد قمنا بالتصدير لحسابه كان عن طريق أحد الأقارب الذين يسكنون أحد الدول الأوروبية.
٣- رأس المال: مرة أخرى نتحدث عن أهمية الأقارب والأصدقاء، فقد كان رأس المال المستخدم في البداية خاص بأحد الأقارب، وجزء آخر نمتلكه قمنا من خلاله بتأسيس الشركة.
٤- البحث عن الموردين: عند البدء بالإستيراد قمنا بإستخدام موقع على بابا ومقارنة أسعار السلع المطلوبة بين أكثر من شركة ثم قمنا بإختيار الشركة التي رأيناها الأفضل.
ثم طلبنا الحصول على عينة وبالفعل قمنا بالتعاقد على الشحنة الأولى بعد موافقة التاجر على العينة المرسلة.
٥- البحث عن مستوردين: كان أول مستورد توصلنا إليه من إحدى الدول الآسيوية، وقد قام هذا المستورد بإرسال شخص من طرفه لمعاينة البضائع.
كانت هذه كيفية البداية بالنسبة لنا في مجال الإستيراد والتصدير، وكما بينا سابقاً أننا لعبنا دور الوساطة والتمويل في نفس الوقت.
ويصعب القول أن الإستيراد أفضل من التصدير أو العكس، ولكل مجال مميزاته وعيوبه، لكن من الناحية الإقتصادية فالتصدير لاشك أنه أفضل من الإستيراد حيث أنه يمثل مصدراً مهماً للعملة الأجنبية التي تساهم في النمو الإقتصادي.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: