|
مجال الإستيراد والتصدير أحد المجالات الممتعة التي لاتقتصر على أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، وليس مجالاً صعباً وهذه أساسياته وكل ما تحتاج لمعرفته لكي تبدأ العمل فيه.
يعد الإستيراد والتصدير أحد المجالات الممتعة وهو ليس بتلك الصعوبة والتعقيد كما يظن البعض، ويطلق علي عملية بيع أو شراء المنتجات بين الشركات خارج حدود البلاد.
وقد يظن البعض أنه يقتصر علي من يملكون رؤوس الأموال الكبيرة وهذا في الحقيقة معتقد خاطئ تماماً، فنحن اليوم في القرن الحادي والعشرين ولدينا تقنيات ووسائل أمان عديدة وقد تم وضع علم التجارة الإلكترونية خصيصاً لتسهيل البيع والشراء عبر الانترنت دون الحاجة الي السفر!
ونشير إلي أن المعتقد السائد انه يجب علي المستورد السفر بنفسه ليقوم بعملية الاستيراد هو معتقد خاطئ أيضاً، ويفوت علي الكثيرين فرصة إنشاء أعمال أو شركات خاصة بهم، ومن ناحية أخري يعتبر هذا الأمر (السفر) اليوم من الطرق التقليدية القديمة!
لكن السفر يفضل مع ذلك في بعض الحالات مثل تصنيع منتج ما بمواصفات معينة وليس لمجرد الشراء، أما من يستطيع السفر لحضور المعارض ومقابلة التاجر فهذا أمر شخصي وبالتأكيد له فوائده.
أما الإستيراد والتصدير عبر الإنترنت فله فوائد عديدة منها إمكانية المقارنة بين الكثير من الشركات، وآلاف المنتجات والأسعار في دقائق قليلة وهذا أمر يصعب في حالة السفر.
أما عن عملية التصدير فهي أسهل من عملية الاستيراد إلا انك انت في موقع المورد او المصنع، ويفضل السعي في مجال التصدير أكثر من الإستيراد أو علي الأقل إستيراد المنتجات التي لاتصنعها دولتك إن كان لابد من الإستيراد.
وذلك لأنه من المعروف أن التصدير من اهم وسائل التنمية الإقتصادية لأي دولة كبيرة كانت او صغيرة، لان ذلك يعني انها دولة مصنعة وليست مستهلكة فقط.
فكل الدول العظمي لم تنمو إقتصادياً إلا بتصدير منتجاتها إلي العالم والدول التي تدار بشكل جيد تهتم بزيادة الصادرات وتقليل الواردات، وبالفعل يؤثر ذلك تأثيراً إيجابياً في رفع المستوي الإقتصادي.
أما الدول ذات الإقتصادات المنهكة أو تلك التي تعرف بالدول النامية تجد حجم الواردات فيها دائماً يوازي ضعف حجم الصادرات أو أكثر.
أما في هذه المقالة نذكر أولاً بعض النصائح الهامة، ثانياً المصطلحات الدولية المستخدمة في مجال الإستيراد والتصدير، ثالثاً طرق الدفع الخاصة بمجال الإستيراد والتصدير.
بعض النصائح الهامة قبل العمل بمجال الإستيراد والتصدير
١- ضع في الاعتبار قبل البدء “الشق القانوني للمسألة”
يجب عليك لكي تعمل في هذا المجال إنشاء شركة حقيقية بتراخيص كاملة تؤهلك لمزاولة هذا النشاط، وأفضل فئة للإستفسار عن هذا هم المحاسبون القانونيون الذين بإمكانهم ايضاً إنشاء الشركة نيابة عنك بأتعاب يتم الاتفاق عليها.
ومن مميزات هذا الامر توفير الوقت والعناء لانهم يعلمون الخطوات والإجراءات بشكل واضح لذلك ينجزونها بشكل أسرع.
وتكلفة إنشاء شركة كاملة بتراخيصها في اغلب الدول العربية يكلف ما يعادل الثلاثة آلاف دولار او اكثر او اقل علي حسب الدولة.
٢- قم بفتح حساب بنكي خاص بالشركات
لأن هذا الحساب سيرتبط كثيراً بالتخليص الجمركي ولا يجوز تحويل الاموال الي شركات او مصانع إلا من الحساب الخاص بالشركة، ثم بعد ذلك لا تشق علي نفسك باستئجار مكتب ضخم بتكلفة عالية لانك فقط في البداية ولنجاح مشروعك قد تستغرق سنتين او اكثر وهذا ينطبق علي جميع المجالات.
فالنجاح السريع في غضون ايام أو شهور في عمل شريف هو أمر شاذ وليس هو المعتاد، فضع في الاعتبار العمل بسياسة النفس الطويل والصبر والتحمل.
٣- لابأس يمكنك العمل من المنزل في البداية
مادمت تحتفظ بالمستندات الرسمية للشركة وكذلك المستندات الرسمية للشحنات التي قد يزورك احد موظفي الجمارك للإطلاع عليها, وسيكون من الافضل تخصيص جزء من المنزل إن امكن واستخدامه كمكتب صغير لاننا لا ننصح باستقبال عميل او موظف جمارك بالمنزل.
رابعاً: لابد من الإلمام ببعض مصطلحات التجارة الالكترونية بين الشركات والتي سنذكرها لاحقا في هذه المقالة، وكيفية تبادل الرسائل الالكترونية بطريقة إحترافية.
٤- حاول إيجاد مصدر للتمويل إذا لم يكن لديك
قد يمثل جزء التمويل العقبة الاكبر في طريق نجاح أعمالك, فلن تجد تاجراً يدفع لك المال مقدماً قبل أن يري السلعة امام عينيه نظراً لغياب الثقة والمصداقية في بلادنا، فالكل يخشي من ضياع ماله، وقد تكون محظوظا بوجود من يثق بك لدفع ولو جزء من ثمن الشحنة.
٥- لاتستورد دائماً إلا السلع التي لاتقوم دولتك بتصنيعها
لان الدول تفرض ضرائب باهظة علي المنتجات المستوردة التي يتم تصنيعها محلياً وأحياناً تمنعها، وايضاً لان ذلك يؤثر علي إقتصاد دولتك بالسلب دون أن تشعر.
٦- إذا أردت سلعة موجودة في الصين إبحث عن نفس السلعة في بلد أقرب
في تركيا مثلاً لانها اقرب كثيراً لبلادنا العربية ومنتجاتها اصبحت عالية الجودة واسعارها تنافس الصين وهذه حقيقة، وهذا الامر يوفر عليك الوقت والجهد والمال.
فعلي سبيل المثال من حيث المدة الاستيراد من تركيا يساوي نصف او اقل من مدة الشحن من الصين والوقت في هذا المجال من اهم العوامل.
٧- يفضل استخدم خدمات الفحص التي تقدمها شركات عالمية
مثلاً في حالة شراء المواد الغذائية او الادوية او الاجهزة الالكترونية يمكن استخدام شركة مثل “SGS” للتأكد من جودة المنتج ومطابقته لمواصفات دولتك لان كل دولة تفرض علي المستورد مواصفات معينة فيما يتعلق بالسلع.
٨- قم بشحن سلعتك في حاوية في الحالات التالية
إذا كانت كمية السلعة تتعدي حجم نصف حاوية عشرين قدم او اربعين فاختر شحنها في حاوية كاملة وذلك سيوفر عليك اكثر مما لو شحنتها بالاشتراك مع سلعة اخري في حاوية من ناحية مصاريف الشحن والتفريغ في ميناء الوصول والتخزين أيضاً.
وهذه مقالة يمكن الرجوع إليها فيها المزيد من المعلومات عن حاويات شحن البضائع وكيفية إستخدامها بعنوان أنواع وأحجام حاويات نقل البضائع.
٩- قم بالتعاقد مع وكيل شحن داخل بلدك
هذا الوكيل يعمل مع وكيل شحن آخر في البلد الذي تود الاستيراد منه بالتالي يكون هذا الامر أأمن من ان تقوم بالتعامل مع وكيل شحن في بلد المصدر, وفي حالة حدوث أي طارئ تستطيع الوصول إليه دون عناء، وهذه مقالة يمكنك من خلالها معرفة طرق وأنواع شحن البضائع قبل التعاقد مع وكيل الشحن.
مصطلحات التعاقد الدولية في مجال الإستيراد والتصدير
في كل مجال من المجالات توجد مصطلحات متعارف عليها يستخدمها رواد هذا المجال، وكذلك في مجال التجارة الدولية هناك مصطلحات تجارية تسمي ‘Incoterms’ إختصارا لكلمة ‘International commercial Terms’ أي مصطلحات التجارة الدولية.
وتستخدم هذه المصطلحات في التعاقد بين البائع والمشتري، وتتمثل هذه المصطلحات في حوالي خمسة عشر مصطلحاً، مع ذلك هناك أربعة مصطلحات منها هي المتداولة والاكثر استخداما وهي كالآتي:
Ex work: يعني هذا المصطلح أن البائع يسلم المشتري بضاعته في المصنع.
“FOB “free on board a ship: يعني هذا المصطلح أن البائع يسلم المشتري بضاعته علي ظهر السفينة في ميناء التحميل ولايشمل هذا التعاقد كلفة الشحن.
“C&F “Cost And Freight: يعني هذا المصطلح أن البائع يسلم المشتري بضاعته في ميناء الوصول، أي أن المشتري قام بدفع تكاليف الشحن حتي وصول البضائع الي ميناء التفريغ.
“CIF “Cost Freight And Insurance: يعني هذا المصطلح تسليم البضائع في ميناء الوصول مؤمناً عليها أي أنك قمت بدفع تكلفة الشحن شاملة التأمين.
طرق الدفع المتعارف عليها دوليا في مجال الإستيراد والتصدير
كذلك هناك طرق دفع متعارف عليها دوليا في هذا المجال ولكل طريقة مميزاتها وخصائصها وهذه الطرق تتم عن طريق البنوك وتتمثل في:
١- “TT “Telegraphic Transfer: هذا النوع هو عبارة عن عملية التحويل المقدم, فعلي حسب التفاق مع البائع يمكن تحويل دفعة مقدمة والباقي عند رؤية نسخة من المستندات المطلوبة وهذه الطريقة يفضلها التجار لانها اسرع واقل كلفة.
٢- “L/C ” Letter Of Credit: تعرف هذه الطريقة باسم الاعتماد المستندي وهي باختصار تعامل البنوك مع بعضها من حيث إرسال واستلام الأموال.
وكيفيتها ان المشتري يقوم بالذهاب الي البنك عند الرغبة في شراء منتج ما ويطلب فتح اعتماد مستندي فيقوم البنك بطلب اوراق بها مواصفات وشروط السلعة ثم يرسل طلب الي بنك المستفيد أو البائع، فيقوم بنك المستفيد بإعلام المستقيد فيطلعه علي مواصفات وشروط السلعة، ثم للبائع ان يقبل التعاقد او يرفضه.
في حالة قبول التعاقد يقوم البائع بتجهيز السلعة المتعاقد عليها ثم يقوم بشحنها ثم يرسل المستندات الي بنك المستفيد وهو نفسه البائع فيقوم البنك بالتأكد من صحتها ثم يرسلها الي بنك المشتري ثم يقوم بنك المشتري بتحرير المبلغ المطلوب لبنك المستفيد ثم يستلم المشتري المستندات لتخليص الشحنة.
وهذه الطريقة افضل من حيث الامان ولكن تكلف البائع والمشتري مصاريف إضافية ولا يفضلها البائعون نظراً لبطئها.. وهناك نوعان من الاعتماد المستندي ‘Confirmed’ اي مؤكد – و ‘Irrevocable’ اي غير قابل للإلغاء او النقض.
٣- “CAD “Cash Against Documents: تمثل هذه الطريقة الدفع مقابل المستندات اي انك حينما تستلم المستندات يقوم البنك بتحرير ثمن السلعة للبائع.
كانت هذه أهم مصطلحات أو طرق التعاقد الدولية وطرق الدفع في مجال الإستيراد والتصدير، وإذا كان لديك إستفساراً إكتبه لنا مشكوراً في مربع التعليقات. |
Navigation
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: