“لا”؛ تلك الكلمة المكونة من حرفين في العديد من اللغات لا تُعتبر سوى رد فعل بسيط على الكثير من الأمور التي تجري حولنا؛ حيث إن ثقافة الرفض تتطلب مجهودًا كبيرًا، رغم صغر حجم الكلمة.
تعتمد الروح الحرة على أسلوب خاص؛ فهي تتطلب معرفة الجمع بين ثقافة الرفض التي توفر لها حرية من نوع فريد، بينما تعرف أهمية التقبُل سواء لآراء الآخرين، أو طبيعة مجتمعاتهم أو طرق تصرفاتهم المختلفة، مع الحفاظ على التوقيت المناسب في الحالتين.
ألغاز التعامل مع الآخرين
يتعلم الشخص الحر -بأغلى الأثمان- عدم الاعتماد على الآخرين في شيء؛ رغم معرفته الأساسية بأن الحياة لا تخلو من أخيه الإنسان؛ الأمر الذي يجعله في بحث دائم عن فك الألغاز الخاصة به فقط، دون أن يتدخل فيما لا يعنيه.
ليس كل من قال “لا” حرًا؛ فقد يكون معترضًا لمجرد الاعتراض؛ حيث إن مفهوم الرفض يكمن في ثقافته الخاصة التي لا تستتر وراء كلمة فقط، بل إنها تعتمد على مضمون قوي، وأداء واضح يؤكد طبيعة الرأي الذي تحمله.
قد يكون الرفض في بعض الحالات بمثابة خطأ كبير يقع فيه الإنسان، وفي هذه الحالة؛ لا يجهل الإنسان الحقيقي أهمية الاعتذار عنه، وهو ما يجعله يتقدم في طرق التعامل مع الآخرين.
فن الرفض
لا يُعتبر الرفض محببًا في الكثير من الأوقات؛ نظرًا لاعتماد البعض على إظهار لغة الجسد، أو إيماءات غير محبذة، وهو ما يخرج عن حدود اللياقة.
وفي الوقت ذاته؛ تُعد عملية التقبُل فلسفة لا غنى لها في الدنيا؛ فعندما تستمع إلى الآخرين؛ فأنت تستمتع بدورك في الحياة أيضًا، وتصبح حينها فردًا فعّالًا يعلم كيفية التعامل والتعاطي مع كل الأشياء والأشخاص من حولك.
إن التقبل يمنحك راحة بال، وحالة من الرضا النفسي، والسكينة؛ بيد أنك تأخذ كل ما تعطيه إليك الحياة كهدايا تتعلم منها، وكأنها مراهنة مهمة على ما يمكنها أن تكافئك به بعد صبرك الطويل.
تقبل المحيطين
يمكنك أن تتقبل تفكير الآخر وعدم السخرية من العقليات البسيطة، علمًا بأن كل إنسان يمتلك من المواهب ما يجعله مختلفًا وفريدًا بذاته، ومن هنا؛ فأنت على موعد مع فتح آفاق جديدة لعالمك، تنصت إلى بعض التجارب، وتعيش عوالم أخرى من خلال الآخر.
يعيش الإنسان المتطلع إلى الأمام وفقًا لاختياراته الخاصة؛ التي يمكنها أن تحدد ماهية مستقبله سواء كان مشرقًا، أو مزدحمًا بالأمنيات التي تتراكم على أطلال الذكريات والطموحات الغائبة، وفي يده فقط، سلاح عزيمة وإصرار فولاذي، يستطع من خلاله أن يتعلم كل ما هو مفيد، باتباع طريقتين فقط؛ الأولى تعتمد على ثقافة الرفض وأسلوب إظهاره بلباقة، والثانية تتطلب معرفة كاملة لفلسفة التقبُل والتي يمكنها أن تجعلك شخصًا أفضل على الأصعدة كافة.
وفيما يخص عالم الأعمال؛ فلا تغفل أن رفضك لبعض العروض يتطلب مهارة عالية من التملص أمام العملاء مع الظهور بشكل لائق، فضلًا عن تقبل النصائح المختلفة، وتوظيفها وفقًا لرؤيتك الخاصة، بينما تعمل على تقدير كل فرد يعمل معك رغم اختلافه عنك.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: