إن فكرة امتلاك مشروع الخاص، وأن تصبح رئيس نفسك هي فكرة مغرية وتمنح شعورًا بالحرية. وفكرة التحرر من الوظيفة من اجل بدء عملك الخاص هي فكرة شجاعة وطموحة، ولكنها خطوة صعبة وكبيرة يجب دراستها بعناية.
طبعا ليس كل فرد يصلح لأن يكون تاجراً أو صاحب مشروع او شركة، فبالاضافة إلى التفاوت الشاسع بين قدرات الناس ومهاراتهم ، هناك اشخاص لا يمكن إلا ان يكونوا موظفين بطبيعتهم، فهم لا يميلون إلى المجازفة، ويشعرون بالراحة والرضى لمبدأ العمل مقابل راتب شهري قار ومضمون.
أما إذا كنت من الذين يفوق طموحهم الوظيفة، وتمتلك روح المغامرة و مستعد لبذل كل الجهد والتضحيات التي يستحقها حلمك، وترى في نفسك تمتلك كل المقومات لترك الوظيفة من أجل تاسيس عملك الخاص، من واجبنا ان نذكرك ببعض الامور المهمة ينبغي عليك القيام بها أولا قبل ترك الوظيفة والعمل لصالح مشروعك بدوام كامل :
1.استعد لحقائق ريادة الأعمال.
إن ريادة الأعمال لها جوانب جيدة ومبهرة، كأن تصبح رئيس نفسك، وتضع قواعدك الخاصة، وتبني الأشياء من الصفر إلخ، ولكنه يمتلك جوانب صعبة أيضًا. كمثال، تفشل معظم مشاريع ريادة الأعمال، وينتهي الحال برواد الأعمال بالعودة للعمل كموظفين. إضافة إلى أن معظم رواد الأعمال الناجحين اليوم اضطروا للتعامل مع العديد من العثرات، وأفلسوا أحيانًا أثناء مسيرتهم، وأوشكوا على الفشل، أو فشلوا بالفعل حتى، واضطروا لجمع شتات أنفسهم ومحاولة الوقوف على أقدامهم مرة أخرى أكثر من مرة.إن ريادة الأعمال ليست لضعيفي القلوب، وقد تكون صعبة ومرهقة بشدة، فلا يوجد رائد أعمال واحد لم يجازف، بل ويصل لمرحلة المجازفة بأسلوب حياته ومعيشته لكي يحقق هدفه وحلمه. فإن لم تكن على إستعداد للمجازفة، وتود العمل فى نطاق المضمون و الآمن، فلا تحاول أن تكون رائد أعمال.
2.ضع خطة مالية شخصية قوية.
إن ترك الوظيفة لبدء عمل خاص بك ، معناه يجب أن تتقبل حقيقة فقدانك لمصدر دخلك المستمر، وبالتالي ستضطر للاعتماد على أموالك الشخصية ومدخراتك خلال فترة محاولة بناء عملك حتى يصل لمرحلة تُمكّنك من الحصول على دخل معقول منه. لذا يجب أن تُؤمِّن أولاً المال التي ستحتاجه للوفاء باحتياجاتك والتزاماتك المعيشية طيلة فترة بناء مشروعك.إذا لم يكن لديك ما كافي لتأمين معيشتك، فمن الأفضل إجراء بعض التعديلات الجذرية على نمط حياتك الحالي من اجل ان تكون مصروفاتك والتزاماتك في حدها الأدنى. وينصح بشدة أن يكون لديك خيارات احتياطية تستطيع اللجوء إليها في حال نفذت أموالك.
3.لا تحرق كل جسورك.
لا يجب أن تنهي كل علاقاتك بشكل سيء في العالم المهني، خاصة مع أرباب عملك السابقين، لأنك قد تحتاجهم في المستقبل كعملاء، أو كشركاء عمل، أو حتى للعودة للعمل مرة أخرى لو لم ينجح عملك بالشكل الذي توقعته. أيًا كان السبب، لا يجب أن تنهي الأمور مع رب عملك بشكل سيء أبدًا، وحينما تقرر الرحيل، حاول قدر الإمكان جعل خروجك من الشركة سلسًا قدر الإمكان للحفاظ على العلاقات المهمة التي قد تثمر علاقة مهنية مفيدة متبادلة.4.ضع خطة بديلة
لا يمكن أن تضع مستقبلك المهني والوظيفي والمالي في قبضة خطة يتيمة قد تؤول بالفشل في النهاية. من الوارد جدًا أن لا ينجح مشروعك بالشكل المطلوب. لذلك لا بد من وجود خطة بديلة يمكنك الاعتماد عليها ربما لبعض الوقت من اجل تصحيح مسارك وحل المشاكل الموجودة في مشروعك حتى يمكنك القيام مرة أخرى.قد تكون الخطة البديلة في الحالات الأسوأ مجرد العودة للوظيفة، و لربما أسوء ما فيها هو أن لا تجد نفس الراتب و المزايا .. لا يعني هذا أنك تموت من الجوع و لكن وجود خطة احتياطية قد يساعدك في التحرر من الشعور بالخوف، وعدم الوقوع في المجهول! مثلا ضع قائمة بالمشاريع أو الأعمال الأخرى التي يمكنك عملها في حال لم ينجح مشروعك.
5.اطلب النصيحة
مهما كانت فكرة مشروعك أو خطة عملك رائعة وقوية، يجب أن تطلب رأي أشخاص تثق بهم، هل يرون فكرتك واعدة أم لا. تواصَل مع ترى ان لديهم خبرة في مجال عملك، وربما ستجد شخصا او اكثر سبقك في ترك الوظيفة لتنفيذ مشروعك الخاص، يمكن أن تستفيد من نصائحهم. لا تترد في طلب مشورة خبراء ريادة الاعمال ، يوجد مصادر كثيرة ومجانية على الانترنت، يمكن ان تستفيد منها جدا فيما يتعلق بتاسيس الاعمال و ادارتها ،كالتخطيط والتنظيم، والتسويق والإدارة، والتمويل..الأهم من ذلك، تحدث مع شريك حياتك ومع أطفالك وأفراد عائلتك المقربين (خاصة الذين من الممكن ان يقدوموا لك دعما ماليا)، واشرح لهم التداعيات المالية لما توشك على فعله حتى يتمكنوا من الاستعداد له بأفضل شكل ممكن.
وتبقى الإشارة إلى أن أفضل باب لدخول عالم الاعمال هو بدء مشروع بجانب الوظيفة ، فلا تتركها حتى ترى مشروعك ناجح ويعطيك من المال أكثر من راتب الوظيفة، حينها قدم استقالتك وتفرغ لمشروعك الخاص. وإذا وجدت أن الوظيفة ستأخذ من وقتك الكثير على حساب عملك الخاص، جرب الوظائف ذات الدوام الجزئي.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: