نصائح هامة لابد أن تعرفها قبل الإقبال على الإستثمار في البورصة، لأن هذا المجال كغيره من المجالات يحتاج إلى علم ودراسة. |
بالطبع لا يمكننا أن ننكر أن إستثمار أموالك فى أى شئ هذه الأيام هو واحد من أهم القرارات التى يمكن أن تتخذها فى حياتك، لأن هذا القرار يمكن أن يغير حياتك للأفضل أو للأسوأ (ونحن نأمل أن يكون للأفضل بالطبع)، نفس الشئ بالنسبة للإستثمار فى البورصة، حيث أن هذا النوع من الإستثمار ملئ بالتقلبات والمخاطر، ولكن هذا لا يعنى أنه لا يمكن تقليل تلك المخاطر إذا قمت بإستثمار أموالك فى هذا السوق بذكاء.
لكن يحتار الكثير من الأشخاص حول كيفية البدء فى هذا الموضوع، وما الخطوات التى يجب عليهم أن يتبعوها قبل البدء فى إستثمار أموالهم فى سوق البورصة.. لذلك وبدون الكثير من المقدمات – دعنا نخبرك عن أهم الأشياء التى يجب عليك معرفتها قبل الإستثمار فى البورصة.
أولاً: الإستثمار في الأسهم هو واحد فقط من العديد من الخيارات التى يمكنك إستثمار أموالك فيها
من الصعب جداً تجنب السماع عن سوق الأسهم بطريقة أو بأخرى. حيث تُعرض أخبار البورصة بشكل دورى فى كل تقرير إخباري تسمعه على شاشات التلفاز. ومع ذلك، لمجرد أن الصحف ووسائل الإعلام المالية تتحدث دون توقف عن الإستثمار في الأسهم لا يعني أنها الطريقة الوحيدة التى يمكنك إستثمار أموالك فيها.
إنه مجرد خيار واحد من بين العديد من الخيارات التى يمكنك الإختيار من بينها.
يمكن للمرء ببساطة الإحتفاظ بأمواله في حساب التوفير، وكسب عائد “فائدة” منخفض ولكن ستكون المخاطر المرافقة لهذا الخيار منخفضة للغاية.
كما يمكن للمرء الإستثمار في العقارات أو السندات أو المقتنيات أو المعادن الثمينة (كالذهب والفضة والبلاتينيوم) أو العملات الأجنبية وغيرها من الخيارات الأخرى.
بالطبع كل هذه الأمور تحتوى على مستوى معين من المخاطرة، ولكن فى الوقت ذاته، تقدم هذه الخيارات مستوى من العائد، وبدرجات متفاوتة من السيولة (السيولة تعني في الأساس مدى سهولة بيع أي عنصر مثل “العملات الذهبية، اللوحات الثمينة …الخ” بمجرد إمتلاكه).
بالإضافة إلى أنه يمكنك حتى الإستثمار في نفسك، مما سيحسن من معرفتك والتى بدورها ستزيد فرصة حصولك على أرباح أكثر فى المستقبل.
لا تشتري مطلقًا فكرة أن الأسهم هي الشئ الوحيد الذى يجب أن تستثمر فيه.
فهذا غير صحيح تماماً!! فخيار الإستثمار فى البورصة مجرد خيار واحد من بين العديد من الخيارات الأخرى التى يمكنك الإستثمار فيها.
ثانياً: الإستثمار في الأسهم يأتي مع مخاطر كبيرة، لا سيما على المدى القصير
إذا كنت تستمع إلى الأخبار كل يوم، فستسمع بلا شك أرقامًا مختلفة مثل إرتفاع مؤشر شركة للإسكان والتعمير مثلاً وإنخفاض مؤشر شركة الخليجية الكندية للإستثمار العقارى على سبيل المثال. ربما ترتفع المؤشرات بنسبة ١٪ : ٥٪ اليوم أو تنخفض بنسبة ٠.٥٪ : ٣٪ في اليوم التالي.
هذا كثير من الإرتفاع والإنخفاض فى سوق الأسهم. نحن لا نبالغ عندما نقول أنه يمكنك بسهولة أن تربح أو تخسر الكثير في يوم واحد من إستثمارك، بقدر ما ستكسب في عام كامل إذا كانت هذه الأموال مستقرة وآمنة فى مكان أخر مثل حساب البنك.
مشكلة أخرى هي أنه يمكن أن يكون لديك فترات حيث يكون هناك أيام هبوط أكثر بكثير من أيام الإرتفاع، وخصوصاً وقت الأزمات السياسية والإقتصادية.
فقط دعونا لا ننسى “الأزمة المالية العالمية ٢٠٠٨ ” ففى هذه الفترة إنخفض سوق البورصة حوالي ٤٠٪ في ذلك العام. فمثلاً إذا كان لديك ١٠٠٠٠ دولار في سوق البورصة في بداية عام ٢٠٠٨، فستكون قيمتها حوالي ٦٠٠٠ دولار في نهاية هذا العام، أى أنك خسرت حوالى الـ ٤٠٠٠ دولار فقط فى عام واحد… وهذه خسارة كبيرة جداً.
تخيل أن هذا فقط للشخص الذى أودع مبلغ ١٠٠٠٠ دولار، فما بالك بالشخص الذى أودع ١٠٠٠٠٠ دولار أو ربما مليون دولار. نعم! هذه خسارة لا أنت ولا نحن نرغب فى تجربتها.
لذا ربما تسألنا الآن، فلماذا إذاً تستثمر في الأسهم؟
الإجابة ببساطة شديدة، إنه على المدى الطويل (١٠ سنوات فما فوق) تميل سوق البورصة إلى النمو بمعدل حوالي ٧٪ في السنة. يستغرق الأمر الكثير من السنوات حتى تقترب من هذا المتوسط. في بعض الأحيان، سيكون أعلى. في بعض الأحيان، سيكون أقل.
لكن يجب أن تعلم أن هذا ليس شيئاً مضموناً.
على الرغم من ذلك يقول الكثير من الخبراء أن هذا هو ما يحدث لأنهم لا يأتون بهذه الأرقام من الهواء.
فهذا حدث بالضبط فى الماضى، وفي المستقبل من الطبيعي أن يستمر هذا الإتجاه طالما سيستمر الناس فى كونهم أكثر إنتاجية ويقومون بتوليد أفكار جيدة (ومن المؤكد أنهم سيفعلون ذلك).
لذا إذا كنت تريد الحصول على عائد مضمون من أموالك، فلن تحصل على عائد سنوي من هذا القبيل ما لم يتغير إتجاه الإقتصاد بشكل كبير، فالعائد دائماً سيكون على المدى الطويل (أو القصير إذا كانت لديك نسبة تحمل للمخاطر العالية المصاحبة لهذا الأمر).
سوق البورصة له عائد كبير على المدى الطويل. لكن ليس له عائد كبير بالنسبة للأفراد الذين يولون الكثير من الإهتمام على المدى القصير.
ثالثاً: جميع الأشخاص يستثمرون في الأسهم عن طريق فتح حساب عبر وسيط مالي
ربما تسألنا الآن، كيف بالضبط تقوم بشراء الأسهم؟
الإجابة هى: أنه فى معظم الوقت، يقوم الأشخاص بذلك عن طريق فتح حساب لدى شركة وتكون هذه الشركة عبارة عن “وسيط/سمسار” بينك وبين سوق البورصة.
فالوسيط هو عبارة عن شركة لديها حق الوصول إلى سوق البورصة، وتعرف بشركة تداول الأوراق المالية.
وما يفعلونه هو بالضبط كما يلى: أولاً يأخذون تعليمات الشراء منك، ويذهبون إلى سوق البورصة، ويقومون بالفعل بشراء أو بيع الأسهم وفقًا لتعليماتك، وتتم كل هذه العملية من خلال تطبيق هاتفي خاص بالشركة.
عندما تقوم بفتح حساب لدى شركة وساطة، فإنك عادة ما تودع بعض الأموال معهم عن طريق تحويلها من الحساب البنكي الخاص بك.
بمجرد وصول الأموال إلى هناك، يمكنك مطالبة الشركة الوسيطة بشراء كمية معينة من أي سهم تريده.
على سبيل المثال، قد ترغب في شراء أسهم شركة كوكاكولا بقيمة ١٠٠ دولار مثلاً.
أو ربما يمكنك إرسال طلبات أكثر تعقيدًا أيضًا؛ على سبيل المثال، قد يكون لديك طلب لشراء ٥٠ سهم من أسهم شركة كوكاكولا عندما تنخفض عن ٤٠ دولار مقابل السهم الواحد. وعادة ما تحصل الشركة الوسيطة على رسوم منك عند قيامهم بذلك.
في وقت لاحق، قد تختار شراء المزيد من الأسهم – مما يعني أنك قد ترسل طلب شراء آخر – أو قد تختار بيع أسهمك. في كلتا الحالتين، سوف تفرض عليك الشركة الوسيطة رسومًا بسيطة مقابل كل معاملة. لأنهم هكذا يكسبون أموالهم. وعند بيع الأسهم الخاصة بك، يمكنك فقط تحويل الأموال إلى الحساب البنكي الخاص بك.
إن خيار الإستثمار بالبورصة، خيار جذاب بالفعل! وإلا لما كان إندفع إليه الكثير من الأشخاص الذين يرغبون فى إستثمار أموالهم.
لكن إدارة المخاطر والتحلى بالصبر والمواظبة على التعلم حول هذا السوق، هو ما يشكل الفرق بينك وبين الشخص الذى شاهد حلقة في يوتيوب ويرغب فى الثراء السريع من هذا الموضوع.
لذا نرجو منك أن تقرأ أكثر حول هذا الموضوع في موقعنا أو في غيره من المواقع، وأن تجرب بمبلغ بسيط أولاً (لن تحزن عندما تخسره). وبعدما تحصل على المزيد من الخبرة، يمكنك زيادة إستثماراتك كما تشاء!
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: