كثيرا ما يكون عندنا طموح كبير، و توقعات عظيمة تجاه هدف، أو مشروع ما فنبدأ متحمسين له كثيرا و متفائلين بلا حدود و لكن سرعان ما يتحول ذلك الإحساس الإيجابي الجميل إلى إحساس قاتم مظلم من الإحباط و عدم رغبة في استكمال المشوار و أخيرا ..الاستسلام والتخلي عن الحلم.
ولا أنكر أن في الحياة بعض المعوقات التي تمنعنا من أن نكون ما نريد أو أن نقوم بشيء نحبه و لكن حقيقةًً تلك العوامل الخارجية أهون بكثير من العوامل الأخرى الداخلية التى نعيق بها أنفسنا دون أن ندري. فالرسائل السلبية التي نحدث بها أنفسنا لا شعوريا هى أقوى بكثير و تأثيرها هو الأكثر فاعلية للوصول إلى الإحباط و الاستسلام و الاكتئاب. فمن أكبر الصعاب التي يواجهها الإنسان في حياته هي أن يكون عدواً لنفسه، بإحباطه المستمر لها ..بالتقليل من شأنها و تكبيلها..بأن يقول لنفسه لست قادراً على فعل هذا أو ذاك غير مدركين أن لكل منا أدواته المختلفة التي إذا تمكنا فقط من استخدامها بالشكل الامثل سنحقق ما حلمنا به يوماً و ظنناه مستحيلاً.
كل ما نحتاج إليه لحل هذه المشكلة هو بعض التحفيز – تحفيز الذات – بمعنى آخر استبدال الرسائل السلبية مثل (لن استطيع – صعب جدا – ما الفائدة – غيرى أفضل مني بكثير …الخ) بأخرى إيجابية. فالطاقة و الإبداع و الهمة جميعها موجودة بداخل كل منا و كل ما يلزمنا فقط هو اتخاذ خطوة على الطريق الذى رسمناه لأنفسنا و بعض التحفيز أو التشجيع من نفسك أولا و ليس من الآخرين فتحفيز الذات هو الأهم و التشجيع و التقدير من الآخرين سيأتي على كل حال فى مرحلة ما.
و من طرق تحفيز الذات و أهمها من وجهة نظري هي التركيز فيما تفعله فى الوقت الحالي، لنفرض أنك تنوي تنفيذ مشروع ما، فكل ما عليك فعله هو ان تقسم مراحل الوصول إلى هدفك و هو تحقيق أو تنفيذ هذا المشروع إلى مراحل أو مهام صغيرة على أن تنفذ كل مرحلة على حده و لا تزعج نفسك بالتفكير في المرحلة التالية حتى الانتهاء تماما من المرحلة التي تقوم بها الآن.
اقهر مخاوفك بتجاهلها و عدم التفكير فيها أو في احتماليات الفشل فذلك يقلل كثيرا من تركيزك و يستنزف طاقتك التي من المفترض أن توجهها لتحقيق هدفك الآن و يوجهها اتجاه سلبي.
لا مانع من أن تشجع نفسك بهدية بسيطة و لا تكتفِ بالتحفيز المعنوي فقط ،فمثلا بعد ان تنجز إحدى المهمات بالشكل المطلوب يمكنك أن تشتري لنفسك شيئا تحبه، أو تذهب لمكان كنت تريد الذهاب إليه، أو حتى يمكنك أن تكتب لنفسك كلمات تشجيعية ترجع إليها متى شعرت بالإحباط لتذكرك بأنك أنجزت شيئا يوما ما و أنك لازلت تستطيع إنجاز المزيد فتحفزك مرة اخرى.
تفائلوا بالخير تجدوه، كن دائما متفائلا مفعما بالأمل و فكر دائما بأن الله اختارك لتحقيق هذا الحلم..بدليل أنه – سبحانه و تعالى- ألهمك به و أعطاك كل الادوات اللازمة فلابد للحلم أن يكتمل يوما ما فلا تيأس.
لا أعذار..ردد دائما هذه العبارة كلما شعرت بالكسل أو الإحباط أو الشك في قدراتك، انظر حولك و ستجد الالاف و ربما الملايين حول العالم من الذين حققوا احلامهم بإمكانيات قد تكون أقل من إمكانياتك، فكم من مرة رأينا فيها بطلا رياضيا عالميا من ذوي الإعاقة البدنية قهر إعاقته و تميز فى مجال يعتمد على القدرة البدنية بالمقام الأول، كم من مرة سمعت عن عالم أو مفكر أو طبيب عانى فى طفولته من فقر مدقع و إمكانيات أقل من القليلة؟! النجاح لا علاقة له بالظروف دوما، أنت وحدك دون سواك من يقرر نجاحك أو فشلك بقناعاتك و معتقداتك الشخصية فتمسك دائما بالإيجابية و دع الأفكار السوداء و أغلق آذانك عن آراء الآخرين التي قد تكون محبطة نتيجة أنهم لا يرون الموضوع بعينيك و من الزاوية التي تراه أنت منها و الأهم من ذلك ألا تستمع لآرائك السلبية لأنها هي الأشد تأثيرأً فيك و استبدلها بآراء محفزة، إيجابية تدفعك للأمام.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: