بلا مبالغة ، واحد من أكثــر الأفــلام ” جنــوناً ” التى يمكن مشاهدتها ، هو فيلم ( ذئب وول ستريت ) الذي يمثل فيه دور البطولة العبقــري ” ليوناردو دي كــابــريو ” ، والذي قدّم آداءاً مُدهشــاً طوال الفيلم لم يعتــده عليه جمهــوره فى كل أدواره السابقة ..
الفيلم تجسيــد لكــتاب يحمل نفس الإســم ، يُجســّد فيه شخصية حقيقيــة ( جــوردان بيلفــورت ) ، الذي انتقل من الفقر المدقع إلى الثــراء الفاحش في غضــون سنوات بسيطة ، بسبب سياساته المتميــزة ( والخبيثة ) فى التعــامل مع عالم الأسهــم والشركــات ..
ولكـن ، إذا كنتَ لم تُشــاهد الفيلم بعــد ، يجــب أن تضع فى اعتبــارك بعض الأمور :
# الفيلــم لا يصلح إطلاقاً للمشاهدة بالنسبة للمراهقين والمحافظيــن .. يحتـوى على مشــاهد كاملة غير مناسبة ، ربمــا تسبب للبعض ضرراً بالغاً .. لذلك وجَــب التنويــه باهمية الحرص قبل مشـاهدته ..
# الفيلم لا يقدّم قيمة أخلاقية حقيقيــة ، لأنه يناقش جنـــون وطيش رجــل أعمــال ارتكــب كل الموبقــات فى الحيــاة تقريباً ، في إطــار كوميــدي درامي..
ولكـن ، في جوانب الفيلــم تستشعــر وجود العديد من الدروس التى يمكن أن يستفيــد منها أي أحد يرغب فى ولوج عالم الأعمــال ، أو حتى دروس مهمة مؤثــرة على طريق النجــاح – أياً كــان -..
لذلك ، إذا لم تشــاهد الفيلم .. أو لا ترغب فى مشــاهدته تحــرجاً مما قيــل عنه من كونه يضم مشــاهد غيــر مناسبــة ، أو حتى لا تجــد الوقت المناسب لمشاهدته ..
اقدم لك هنــا أهم الدروس التى يمكن استخلاصها من هذا الفيلم المجنـــون !
ستصـل الى الثراء بسرعة عندما ( لا تلتزم ) بالقـواعد
لنكـن صرحاء .. الحيـاة مملة كئيبة غيــر عادلة ، ليس لديها قواعد ثابتة على الإطلاق .. فمن البديهــي أن تلعــب أنت أيضاً في هذه الحيــاة بلا قواعد .. بلا نصائح سخيفــة من السابقين فى عالم الأعمال ، الذين يتظـاهرون دائمـاً بالحِكمــة والخبــرة ، وأنهم يعرفون أكثــر منك ..
وأنك فقــط يجب أن تلتــزم بما يقومون به حرفيــاً ..
اخلق لنفســك ( قواعد جديــدة ) للعب مع الحيــاة بأساليب وطرق لم يستخدمها احد قبــلك ، ودشّنهــا بإسمــك .. واجعل اللاحقيــن يتعلمــونها منــك ، بإعتبــارك أول من أنشــأ منهجيــة خاصة له في النجــاح ..
الفــريق الأكثــر جنوناً .. هو الفريق الأكثــر نجــاحاً ..
غالباً ، السبب الرئيس للروتين والبطء التى تعــانيه أغلب المؤسســات فى العالم – خصوصاً في بلادنا العربية طبعاً – ، هو وجــود ذلك النمــوذج الذي يُمثله مُديـــر بديــن غايته الأولى فى الحيــاة هو أن يمــارس دوره فى التنكيــد على موظفيه وقتــل إبداعاتهم طوال الوقت .. ويعتبــر هذا الدور أمراً مُقدساً شديد الأهميــة ..
بيلفــورت كــان مجنــوناً .. وفّــر لموظفيــه كل عناصــر السعــادة ، التى حوّلتهم جميعاً إلى مجــانين مُبدعيــن منتجيــن ، وجعلــتهم أكثــر إصراراً على العمــل والإنتــاج بشكــل يفــوق المعتــاد ..
لا بروتوكلات .. لا تفتيشــات مفاجئــة .. لا مضــايقات إداريــة .. مهرجــانات داخل بيئة العمــل .. صراخ .. لا تحفظــات .. لا كلمــات من نوع : السيد المديــر قد وصــل .. السيد مدير الإدارة قد غادر .. السيد مديــر الإدارة يرسل إليكــم تهنئتــه ، إلخ ..
لا حدود على الإطلاق .. فقط الكل يعمل ، الكل يمــرح ، الكــل يصــرخ ، الكل ينتـــج ، الكل يُبــدع ..
النتيــجة : الكــل ينجــح !
لا تستسلم حتى يشتــري العميــل منتجــك .. أو ينتحــر !
لا تستسلم حتى يشتــري العميــل منتجــك .. أو ينتحــر !
هذه قاعدة مهمة للغاية فى الفيلم ، أثبتت نجــاحها فى عالم التسويق والدعاية .. أنت لديك منتــج – بغض النظــر عن كنهه أو مدى جودته – .. ومادام هذا المنتــج موجود فبالتــأكيــد له عميــل يشتــريه ..
الحقيقة أن دورك هو أن يشتــريه – طوعاً أو كــرهاً – .. اذا تملّص منك العميــل عاود الاتصــال به .. يصرخ فى وجهك ، فإبتسم بهدوء واشــرح له أنه يجب ان يشتــريه .. يقفــز أمامك جنــوناً ، فقط ابقَ هادئــاً وأخبــره أنه يجب ان يشتــريه ..
لا تمــل ولا تكــل .. هذا منتج / خدمــة يجب أن يشتريها العميــل بأي شكــل .. سيكون أمامه حلان لا ثالث لهمــا ، إمــا أن يخضع لك فى النهاية ويستسلم ويقوم بشــراء المنتج او الخدمة التى تقدمها .. او أن يقفـــز من النافذة ، ويستــريح نهائياً من رؤية وجهك أو سماع صوتك على الهاتف أو تلقى رسائلك على البريد الإليكتــروني..
هذه القاعدة مهمة جداً في عالم التســويق والدعاية والاعلان اذا أردت رأيي !
التبسيـــط لأقصى مدى ممكــن
قــاعدة يجب أن تضعهـا أمامك في طــريقك الى عالم النجــاح ، سواءاً فى البيزنس .. او حتى على مستوى النجــاح الشخصي ..
فى عالم الأعمال ، التبسيط هو المفتــاح للوصول الى قلب الموظف ( الفريق ) ، والعميــل في نفس الوقت ..
في الفيلم ، كـان جوردان بيلفـورت يكتــب لموظفيــه ( script ) يقومون بتنفيــذه حرفيــاً فى حال ضعف إمكـانياتهم فى التواصل مع العملاء ومناقشتهم وإقنــاعهم .. فقط كل مايقومون به هو حفــظ هذا الورق ، وإجــادة التحدث ورفع نغمة الصــوت وخفضها ..
بدون الدخول فى تفاصيل معقدة لا تهمهم ولا يفهمونها .. هم فقط يثقون في مديرهم ثقة عميــاء ، ويقومون بمــا هو مطلوب منهم بشكـل مبسط .. ويحصــدون النتائج المبهرة ..
لا شيء يحفــز الفريق للعمــل ، والعميـــل للشراء .. أكثر من البساطة !
كـن مستقيمـاً في حيــاتك .. بقدر الإمكـان !
لو شاهدت الفيلم ، فهو من أوله لآخره ملئ بمغامرات وجنــون لرحلة ( جوردان بيلفــورت ) فى الحيــاة بالتوازي مع النجــاحات المبهرة التى يحققها ، والملايين الطائلة التى يجنيهــا ..
ولكن المعنى الجـوهري الذي يمكن أن تستخلصه هو أن كل هذه الغرائز والشهــوات التى تتبعهـا في حيــاته ، ألقت به في غيــاهب السجــن ، بعد أن أصبــح مُطــارداً من قبل الـ FBI ، وتحوّلت حياته الى جحيــم ..
في كل نجــاح تحققه في حياتك ، سواءاً كنت رائد أعمــال .. أو نجاح تحققه فى حيــاتك الشخصية أو المهنيــة ، تذكر فضـل الله عليــك ، ولا تنغمس فى الملذات والغرائز – النساء والمخدرات طبعاً – لأنهما ببساطة الطريق القصير والسريع لخراب بيتك ، كمــا يؤكد التاريخ الإنسـاني كله تقريباً ..
كن متوازنا في حيــاتك ، وحــاول بقدر الإمكــان أن تكون مستقيمـاً أكثر فى كل درجــة تصعــدها الى أعلى فى حياتك .. ستقل أخطــاءك ، ويستمــر نجــاحك ..
مفتــاح اللعبــة : الإيحــاء بالثقـــة
مشكلــة الحيــاة أن الصادقيـن فيها لا يبدون أبداً كذلك .. وأن الأوغــاد هم أكثــر النــاس نُبــلاً ورقيــاً في المظهــر ..
المظهر مهم جداً فى الحيــاة الشخصية والوظيفية ، وأهم بلا حدود في عالم ريادة الأعمــال .. لأنه إشــارة مباشــرة وواضحــة لمعنى جــوهري ، وهو ( إيحــاء الثقــة ) ..
اهتم بمظهــرك الشخصــي حتى تتأكد أنه يعبــر عن أفضــل مابداخلك .. اعمــل على ان يبــدوا فريقــك ملامســاً لجوهر العمــل تماماً ، بل وأفضــل ..
المظــاهر مهمة للغاية فى عالم البيزنس وروّاد الاعمال ، ليس لكونها مهمة فى ذاتها ، بل لأنها تعطي ايحـاءاً قوياً بين المُتعاملين والمستثمــرين ، بأنك على درجــة كافية من الرقي والتميــز واللباقة جديــرة بالثقــة والشــراء ..
العديد من الدروس يمكن ان نستلهمــها من هذا الفيلم المميــز ، والذي – أكــرر – لا يبدو صالحــاً للمشاهدة بالنسبــة للمراهقين والمحافظين والسيــدات .. لذلك ، رأيت ان ألخص بــعض أهم الافكــار التى جاءت فيه ..
*******************
اقتباسات مُلهمة من ذئب وول ستريــت
الآن ، أستعرض معكــم اقتبـاسات مُلهمة ومهمة للغاية لـذئب وول ستريــت ، تعتبــر في حد ذاتها دروســاً في الحيــاة ، استمدها الرجل من رحلته الطويلة فى عالم المــال .. والأعمال .. والإجــرام .. والسجن .. والفشل .. والنجــاح ..
يقول جوردان بيلفــورت :
# أنا أؤمن بالإنغماس الكــامل في الصــورة .. إذا كنت تريد ان تصبح ثرياً ، إذاً برمِــج ذهنــك بأنك ستكون ثرياً .. يجب أن تزيل كل العوائق والأفكــار والمسببات التى في عقلك والمسؤولة عن كونك فقيــراً ، وتستبدلها جميعاً بأفكــار جديدة .. أفكــار الثــراء
# الأمر الوحيــد الذي يقف عائقاً بينك وبين تحقيق هدفك ، هي ذات القصــة الحمقاء المعتــادة التى تحكيها لنفســك دائمـاً محاولاً تبرير فشلك فى تحقيق الهدف !
# اسهل الطرق لصناعة الثــروة ، هو البحث عن اكثر الاشياء التي يهتم بها كل شخص .. ثم عليك ان تبتكر فيها وتبدع .. وستأتي اليك الثروة تلقائياً !
# عندما تعيش حيــاتك بمعاييــر الفقر والحرمــان ، فأنت لا تعيش التعاسة بمفردك .. بل تؤثــر سلبــاً على كل شخص يظهــر في حيــاتك ، خصــوصاً الذين تحبهم ويحبــوك ..
# الناجحــون – كلهم – مقتنعــون بنسبــة 100 % بأنهم المتحكميــن في ظــروفهم .. أبداً ليســوا عبيداً للظــروف تحركهم وتلقى بهم حيث تريد .. انهم ( يخلقون ) ظروفهم بأنفسهم .. وإذا كانت الظــروف المحيطة بهم سيئة فاشلة ، فإنهم يعملون بإصــرار فى تغييــرها الى الأفضل ..
# لا يهم إطلاقاً ما الذي حدث لك في ماضيــك ، أو الى أي مدى ارتكبــت الفظائع .. أنت لست ماضيك .. أنت فقـط مجموعة الموارد والقدرات التى تستخلصها من ماضيك .. هذا المبــدأ هو القاعدة الاساسية لأي تغييــر جوهري في حياتك ..
# دائمـاً تظـاهر بأنك وصلت إلى هدفك فى الحيــاة .. تظـاهر بأنك رجل ثــري الآن ، وستصبــح حتماً رجلاً ثرياً يوم من الأيام .. تظاهر دائمـاً بأنك شخص موثوق به ، وستجد أن الناس كلهم سيثقــون بك ثقة عميــاء .. تظاهــر بأنك خبيــر لا يشق له غبــار ، وستجد النــاس كلهم يتبعـــون نصــائحك ! .. تظــاهر بأنك حققت نجاحات هائلة فى حيــاتك ، وستكــون ناجحاً بالفعل في حياتك .. كمــا فعلت انا بالضبط !
# إذا أعطيــت الناس قدر كــافي من الإجــابة على سؤال ( لمــاذا ؟ ) .. فستجدهم دائمــاً يقدمون لك الإجــابات الوافيــة على سؤال ( كيــف ؟ )
********************
بعد قراءة هذا المقـال ، أتمنى ان يظهر قريباً في وطننــا العربي مئــات الذئــاب مثل ذئب وول ستريت ، ولكــن في إطــار أكثــر أخلاقاً وإلتــزاماً بالقوانيــن !
إذا كنت شاهدت الفيلم ، ولفت نظــرك درس مــا / فكرة مــا ، ترى أنك استلهمتها منه .. شــارك به فى التعليقــات..
----------
المصدر:
- كتاب "Wall Street Wolves"
- موقع arageek
- ويـكـيـبـيـديـا
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: