تُعتبر مهارة الإنصات للآخرين سلاحًا ذا حدين؛ حيث إنه يجعلك تتفهّم من يتحدث أمامك بطريقة واضحة، وعلى الجانب الآخر، فإنه يُزحم عقلك بالكثير من الأفكار.
قد تكون متحدثًا جيدًا؛ لكن في الوقت ذاته، أنت لا تمتلك مهارة الإنصات للآخرين ولا تعرف الطرق التي يتم اتباعها لمعرفة لغة الشفاه، وتعبيرات الوجه، فضلًا عن فك ألغاز الصوت ونبرات من يتحدث أمامك.
إن الإنصات يعتبر سلوكًا حضاريًا؛ إذ يعد أحد عوامل الاتصال الصحيح مع من حولك؛ وهو الوسيلة الأصدق للتعبير عن الاهتمام، والتقدير لأفكار الآخر، حتى إن كنت تختلف معه في الرأي.
ويختلف الإنصات عن الاستماع؛ فهو عملية تتطلب التدريب على إتقانها، وتتضمن الحوارات الراقية، والاعتراف الحقيقي بالآخر، مع تسخير كل الجوارح؛ من أجل الاستماع للتفاصيل، ومراعاة ملامح الوجه، لغة الجسد، والرسائل الإيجابية التي يبعثها الآخر إليك عبر كل نظرة من عيونه.
فوائد إتقان مهارة الإنصات للآخرين
ازداد، مؤخرًا، الاهتمام بمهارة الإصغاء؛ نظرًا لأهميتها الكبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني، فهي المهارة التي تعود بالكثير من الفوائد عليك في الحاضر، والمستقبل.
ونستعرض في المقال التالي فوائد الإصغاء والإنصات إلى الآخر؛ سواء عند الاتفاق أو الاختلاف في الرأي ووجهات النظر.
1. توفير الوقت
يوفر الإصغاء الكثير من الوقت، علمًا بأن الفترة الزمنية التي يحتاجها الفرد لتلقي المعلومات أقل من التي يتحدث فيها.
ويمكنك تلقي الكثير من المعلومات خلال فترة زمنية قياسية وبسرعة كبيرة؛ نتيجة التركيز الفعلي عليها، الأمر الذي يعود بالنفع عليك من حيث تنظيمك لوقتك، والحد من إهدار طاقتك، التي يمكن أن تستفيد منها في أداء بعض الأعمال المهمة الأخرى.
2. تجنب سوء التفاهم
يمنعك الاستماع الجيد لمن يتحدث أمامك، من التسرع والانفعال وبالتالي ستكون متفهمًا لما يقال بدرجة كبيرة؛ وذلك حتى ينتهي المتحدث من كلامه.
. احترام الآخرين
يُعتبر الاستماع بدقة إلى تفاصيل كلام الآخرين دليلًا على احترامك لهم، وهو أحد القيم الحميدة، كما يُعد فنًا دقيقًا لا غنى عنه، يعبّر عن مدى تقديرك لنفسك، وللآخرين على حد سواء.
4. تضافر الجهود
تعزز تلك المهارة من تضافر جهود العاملين تحت لواء شركة واحدة؛ من أجل تحقيق أهدافها، كما يساهم في تطوير طريقة التعامل فيما بينهم. كما يساعدهم في تبادل الخبرات المختلفة، وعدم الاستسلام لنقاط الضعف، وبالتالي، يقوي من روح الفريق الواحد.
5. اتخاذ القرارات الصحيحة
يمنحك الإصغاء بعض الوقت؛ من أجل تحليل الأمور من الجوانب المختلفة، وبالتالي، تصبح في حالة عقلية واعية تساعدك في اتخاذ القرارات السديدة، والتي تعود بالنفع عليك سواء في حياتك الشخصية، أو العملية؛ فأنت الآن تمتلك معرفة كبيرة ناتجة من آراء الآخرين، وطرق تفكيرهم؛ ما يعزز من قوة إدراكك.
6. تنمية القدرات العقلية
تساعد هذه المهارة في تنمية قدراتك العقلية، فهي تعتمد على تطوير الحواس والعمل على يقظتها طوال الوقت؛ من أجل حفظ المعلومات، ومن هنا، يمكنك استخلاص فكرة واضحة، ومعرفة النتائج المترتبة عليها.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: